بالفيديو: «إنصو كولابا».. جاسم الإبراهيم أول خليجي يقصد أوروبا

ميدار.نت - دبي
مال وأعمال
10 أكتوبر 2022
Cover

 

حين يتحدث أبناء الكويت عن نهضة بلدهم تتبادر إلى الأذهان المدرسة المباركية، حيث انطلقت منها شرارة التعليم النظامي عام 1911.
وبُنيت المدرسة بتبرعات المحسنين من أهل الكويت، وبلغت قيمة تبرع الشيخ جاسم بن محمد الإبراهيم وابن عمه، رحمهما الله، 50 الف روبية، ما يشكل 75% من مجموع التبرعات.
فمن هو رائد الأعمال و"كبير رجال اللؤلؤ" وصاحب الجهود الخيرة جاسم الإبراهيم، الذي كان أول من قصد قارة أوروبا من أبناء الخليج.
ولد الشيخ جاسم الإبراهيم عام 1268 للهجرة، 1869 للميلاد، في فريج ابن ابراهيم في بهيته (حي الوسط بمدينة الكويت)، أمام موقع قصر السيف حاليا.

 

 
رحلة التجارة
كان لأسرة المحسن الشيخ جاسم الإبراهيم، نشاط تجاري واسع في الكويت والهند، وقد نشأ متأثرا بهذه البيئة التي كان لها سهم وافر في تنمية قدراته وتوسيع مداركه واتصالاته، خصوصا في مركز تجاري وعالمي مثل مدينة بومباي.
كان آل ابراهيم من أوائل التجار الكويتيين الذين استقروا في الهند وعملوا في مجال التجارة بها في بداية القرن التاسع عشر.
وتنوع نشاط الأسرة التجاري فشمل كل صنوف التجارة، كما احتكرت تقريبا تجارة اللؤلؤ، منذ منتصف القرن التاسع عشر الى ظهور اللؤلؤ الصناعي في نهاية العشرينيات من القرن الماضي، وفق ما ذكره تاجر المجوهرات الفرنسي جاك كارتييه وما نقله ايضا تاجر اللؤلؤ الشهير زونتال في كتبه عن اللؤلؤ، أطلق على الشيخ جاسم وعبدالرحمن الابراهيم امراء اللؤلؤ كما ذكر في كتاب «كارتييه ـ مجوهراتي فوق العادة».
تسلم الشيخ جاسم الإبراهيم بعد وفاة والده وعمه أعمال الأسرة ونشاطها التجاري حوالي عام 1908 فكان عند حسن الظن به.
ونال شأنا كبيرا في مجالي الاقتصاد والصناعة ومن ذلك تأسيسه (شركة المراكب العربية المحدودة) في الهند وهي اول شركة ملاحة عربية خالصة تسير البواخر الحديثة، كما أسس مصانع اخرى للعقاقير في بومباي وله مساهمات في شركات وصناعات عدة.

 

 
لا يرد سائلا 
كان رحمه الله جواداً كريماً لا يرد سائلاً ولا محتاجاً، كما عُرف عنه علو الهمة، وجميل الخصال والسجايا.
وكان الشيخ جاسم الإبراهيم من أهل الجود والكرم، وقد سجل له التاريخ مواقف رائعة ومشرفة داخل الكويت وخارجها، بذل خلالها أموالا طائلة في أوجه الخير كافة.

 

 
«إنصو كولابا»
فتح الشيخ جاسم الإبراهيم، رحمه الله، ذراعيه لأبناء بلده جميعا المغتربين المقيمين في الهند، وكذلك لإخوانه تجار اللؤلؤ والبحارة والمسافرين والزائرين للهند ومن تقطعت بهم السبل وعابري السبيل.
ولاتزال محطة القطار في بومباي الواقعة قرب قصره، شاهدا حيا على أعماله وآثاره العريقة وهي تحمل اسم محطة منزل جاسم.
ولما كان، رحمه الله، ملاذا لكل الكويتيين بل والعرب في الهند ساد تعبير عند بحارة الكويت والخليج عامة أثناء وجودهم في بومباي يقولونه في ساعة العسرة، حيث يقولون: انصو كولابا «اي اقصدوا ضاحية كولابا» حيث قصور آل ابراهيم ودواوينهم ومكاتبهم.

 

 
رحلة باريس
وصل باريس سنة 1910 يرافقه ابن عمه عبدالرحمن عبدالعزيز الإبراهيم، وأقاما بغراند أوتيل في ميدان الأوبرا القريب من معارض المجوهرات في شارع لافايات.
وفيها حضرا مزاداً لبيع مقتنيات السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، ورست عليه علبة سجائر ذهبية مرصعة بالألماس وعصاة أثرية أهداها لاحقا للشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت آنذاك.

 

 
علاقات عميقة 
كان الشيخ جاسم الإبراهيم، ذا علاقات عميقة وواسعة بالكثير من الامراء والشيوخ والوجهاء والتجار ورجال الدين والعلم والمعرفة والسياسة في ذلك الوقت.
اما في الكويت فكانت له علاقات وطيدة بحكامه وعلى رأسهم الشيخ مبارك الصباح، رحمه الله، إذ كانت تربطه به صداقة قوية فكانا يتبادلان المشورة والرأي والهدايا.
 وقد قدم ـ رحمه الله ـ للشيخ مبارك اول سيارة سارت على ارض الكويت، وحينما زار الشيخ جاسم الابراهيم ـ رحمه الله ـ الكويت استقبله الشيخ مبارك الصباح استقبالا حافلا تقديرا له ولجهوده ومواقفه المشرفة.
كما كانت تربطه علاقة صداقة بالشيخ جاسم آل ثاني امير قطر، والشيخ عيسى الخليفة امير البحرين.
وله علاقات وطيدة بالشيخ خزعل بن مرداو امير عربستان تبادلا بها الود والهدايا وكذلك امراء ومهراجات الهند.
وكذلك ارتبط اسمه بأمراء مصر في ذلك الوقت ومنهم ولي العهد الامير محمد بن علي بن توفيق بن الخديوي ‘سماعيل.
وكان ايضا له علاقة بالسلطان العثماني محمد رشاد وقبله بالسلطان عبدالحميد الذي منحه وسام المجيدي من الدرجة الاولى نتيجة تبرعه السخي للاسطول العثماني ومساهمته في بناء سكة حديد الحجاز لنقل الحجاج بين الشام والحجاز.
كما كانت له علاقات مع اشراف الحجاز ومنهم الشريف عون والشريف حسين.